باعتباره رمزاً للمقاومة والهوية الوطنية، يحتل العلم الفلسطيني مكانة مهمة في قلوب المؤيدين للفلسطينيين في مختلف أنحاء العالم. ولكن في فلسطين نفسها، قد يؤدي عرض العلم في كثير من الأحيان إلى عواقب وخيمة.
بالنسبة لأولئك الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي، يمكن اعتبار ارتداء العلم الفلسطيني أو عرضه بمثابة تحد مباشر لسلطة الدولة. وقد أدى هذا إلى حالات من العنف والقمع من قبل قوات الدفاع الإسرائيلية ضد أولئك الذين يختارون التعبير عن هويتهم من خلال العلم.
وقد حدث أحد هذه الأمثلة في عام 2018، عندما اعتقلت الناشطة الفلسطينية عهد التميمي البالغة من العمر 15 عامًا وحُكم عليها بالسجن لمدة ثمانية أشهر لصفعها جنديًا من جيش الدفاع الإسرائيلي الذي اقتحم ممتلكات عائلتها. حظيت قضية عهد باهتمام دولي، لكنها ليست سوى واحدة من العديد من الحالات التي تسلط عليها الحكومة الإسرائيلية الضوء على جهودها لقمع القومية الفلسطينية.
يعود تاريخ قمع العلم الفلسطيني إلى الانتفاضة الأولى، وهي انتفاضة فلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في أواخر الثمانينيات. وخلال هذه الفترة، قوبل عرض العلم بعواقب قاسية، بما في ذلك الاعتقالات والضرب. ونتيجة لذلك، بدأ العديد من الفلسطينيين في خياطة ألوان العلم على ملابسهم أو أشياء أخرى، مثل الحقائب أو الأوشحة، من أجل التعبير عن هويتهم سراً.
واستمر هذا القمع على مدى العقود التي تلت ذلك، حيث كانت الحكومة الإسرائيلية تستشهد في كثير من الأحيان بـ "المخاوف الأمنية" كمبرر لأفعالها. وفي عام 2009، أقر الكنيست الإسرائيلي قانونًا يحظر عرض العلم الفلسطيني في الاحتجاجات، مشيرًا إلى أنه يحرض على العنف ويشكل تهديدًا للنظام العام. ومع ذلك، فإن الواقع هو أن عرض العلم الفلسطيني هو تعبير سلمي عن الهوية والمقاومة. وغالبًا ما يُقابَل أولئك الذين يختارون ارتدائه بالعنف والكراهية من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي وغيره من الجماعات المؤيدة لإسرائيل.
ومن الأمثلة على ذلك ما حدث في عام 2014، عندما استهدفت مكتب التحقيقات الفيدرالي الناشطة الفلسطينية الأميركية رسمية عودة وألقت القبض عليها بسبب تورطها في حركة التحرير الفلسطينية. واتهمت عودة بإخفاء تورطها السابق في تفجير، وأثارت قضيتها غضبا بين المؤيدين الذين اعتبروا ذلك محاولة لإسكات النشاط الفلسطيني.
ورغم المخاطر، يواصل العديد من المؤيدين للفلسطينيين عرض العلم بكل فخر كوسيلة للمقاومة ورفض الصمت. وفي السنوات الأخيرة، أصبح العلم الفلسطيني رمزاً لحركة التضامن العالمية، حيث يلوح به المتظاهرون في جميع أنحاء العالم في المظاهرات دعماً للحقوق الفلسطينية. ومن المهم أن ندرك أهمية العلم الفلسطيني والجهود المبذولة لقمعه. إن قمع العلم ليس مجرد اعتداء على قطعة قماش، بل على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وهويته ذاتها. وهو تذكير بالنضال المستمر من أجل الحرية والعدالة في فلسطين.
إن هذا القمع يجب أن يعترف به المجتمع الدولي ويدينه. إن الحق في التعبير عن الهوية ودعم القضية هو حق أساسي من حقوق الإنسان، ويجب حمايته لجميع الناس، بما في ذلك الشعب الفلسطيني. لقد حان الوقت للعالم أن يقف إلى جانب فلسطين وشعبها، وأن يطالب بسماع أصواتهم واحترام حقوقهم.
مصادر:
- "حُكم على عهد التميمي بالسجن ثمانية أشهر لصفعها جنديًا إسرائيليًا" (الغارديان، 21 مارس 2018) https://www.theguardian.com/world/2018/mar/21/ahed-tamimi-sentenced-to-eight-months-in-prison-for-slapping-israeli-soldier
- "إسرائيل تقر قانونًا يحظر رفع العلم الفلسطيني في الاحتجاجات" (الغارديان، 14 يوليو 2009) https://www.theguardian.com/world/2009/jul/14/israel-law-palestinian-flag-prot