Annual Hebron Grape Festival in Palestine - PaliRoots

مهرجان العنب السنوي في الخليل بفلسطين

أدخل عبارة "مهرجان العنب في الخليل" في محرك بحث صور جوجل. ماذا سترى؟ المزارعون وكبار السن والشباب يحملون حزم العنب ويبتسمون للكاميرا. خريطة وعلم فلسطين مصنوعان من أنواع مختلفة من العنب. رسم للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وهو يستخدم العنب. نموذج قبة الصخرة مصنوع من العنب. بالونات وهياكل زجاجية مستديرة من مصانع الزجاج والسيراميك في الخليل على شكل حزم عنب. والصورة التي يبدو أنها تصل إلى وسائل التواصل الاجتماعي كل عام لحزمة عنب بطول متر ونصف مصنوعة من عنب حقيقي معلقة من منصة عرضت في المهرجان في عام 2015. هذه ليست سوى عدد قليل من الصور المتميزة بإبداعها عندما تتصفح صور جوجل. يتم تمثيل بساطة وتشابه مهرجان العنب السنوي في فلسطين كل عام من خلال هذه الصور. يصادف هذا العام السنة الخامسة عشرة للمهرجان.

مهرجان العنب في الخليل


ولكن وراء هذا المهرجان والصور تاريخ الأرض والثقافة. فليس من غير المألوف أن نلاحظ أنه خارج كل منزل في فلسطين توجد أشجار الزيتون ـ وأحياناً أفدنة من بساتين الزيتون ـ وكروم العنب، التي تشكل المحصولين الأول والثاني الأكثر وفرة في فلسطين على التوالي. وفي مناطق أكثر من غيرها، واعتماداً على المناخ والتربة، يكون أحد المحصولين الأكثر وفرة. وفي الخليل، أو الخليل، يكون العنب هو المحصول الأكثر وفرة.

عناقيد عنب ضخمة في الخليل


قبل أن ترحب بهم مصانع الزجاج والسيراميك الشهيرة في الخليل، والحواجز الإسرائيلية العشوائية، والهدوء المزعج في البلدة القديمة، والحرم الإبراهيمي المنقسم، يستقبل المسافرون أفدنة وأفدنة من كروم العنب... الأرض التي طالما ارتبط بها شعب فلسطين. الخليل، التي تقع على بعد ثلاثين كيلومترًا تقريبًا من مدينة القدس، تزخر بهذه الكروم التي تعمل كمصدر رئيسي للدخل لأكثر من سبعة آلاف وخمسمائة أسرة في المنطقة. وبصرف النظر عن اللافتات المكتوبة في الشوارع التي تشير إلى أن المسافرين وصلوا إلى الخليل، فإن هذه الأفدنة من كروم العنب هي أول إشارة من الأرض تشير إلى أن المسافرين وصلوا إلى الخليل.

مزرعة العنب الخليل


وحتى يومنا هذا، لا تزال محاصيل الزيتون والعنب في فلسطين تشكل عاملاً مساهماً في الأمن الغذائي والاقتصاد الفلسطيني. حيث يتم إنتاج أكثر من خمسة وعشرين ألف طن من العنب سنوياً. ويتم بيع جزء من هذا المحصول على شكل حزم عنب ناضجة، ويستخدم الباقي لإنتاج منتجات تعتمد على العنب، مثل الدبس والملبن. وتبلغ مبيعات هذه المنتجات ما مجموعه 35 مليون دولار سنوياً، وفقاً لتقرير بوابة اقتصاد فلسطين في عام 2015.

في الحادي والعشرين من سبتمبر/أيلول، انطلقت فعاليات مهرجان العنب السنوي في نابلس، وهي مدينة فلسطينية تاريخية أخرى تبعد عن الخليل أكثر من خمسة وسبعين كيلومتراً. ويقام مهرجان هذا العام في نابلس ورام الله وبالقرب من البلدة القديمة في الخليل لأول مرة، على عكس الأعوام السابقة حيث كان موقع المهرجان في حلحول، أكبر منتج للعنب في الخليل. والغرض من المهرجان هو دعم وتشجيع المزارعين الفلسطينيين والزراعة. ويعد دعم المزارعين الفلسطينيين أمراً بالغ الأهمية، حيث تصاعدت تكاليف الحصاد على مر السنين، وتهدد مصادرة الأراضي من قبل الاحتلال الإسرائيلي، فضلاً عن بعض القيود المفروضة على تصدير السلع الفلسطينية إلى الدول المجاورة، زراعة العنب وحصاده. كما يعد المهرجان وسيلة للاحتفال بالثقافة الفلسطينية. وكانت المهرجانات السابقة تضم أكشاكاً تبيع الملابس الثقافية الفلسطينية، المعروفة باسم التطريز، فضلاً عن مسارح لعروض الرقص الشعبي.

خريطة فلسطين مصنوعة من العنب في الخليل


ومن الحقائق المثيرة للاهتمام حول العنب في الخليل أن القرى والبلدات المختلفة في الخليل تنتج أنواعًا مختلفة من العنب. ومن بين أصناف العنب التي يتم حصادها من الخليل: جندلي، وبيروتي، وزيني، وحلواني. ومن النقاط المثيرة للاهتمام أيضًا أن حوالي أربعين بالمائة من العنب المحصود يُستهلك في الخليل وحدها، ويتم توزيع الباقي على بقية الضفة الغربية وغزة والدول المحيطة. كما تنتج كروم العنب أكثر من 2000 ورقة عنب صالحة للأكل.

إن المهرجانات الغذائية الفلسطينية، مثل مهرجان العنب السنوي، لا تهدف فقط إلى الترويج ودعم المنتج والعمال في موسم معين، بل إنها بمثابة عمل من أعمال الصمود في مواجهة ما يواجهه الفلسطينيون على أساس يومي. أثناء التجول في هدوء المدينة القديمة، تأكد من الإعجاب بشرفات المنازل المغطاة بالعنب وأوراق العنب!