لقد تعرضت الهوية الثقافية الفلسطينية للإهانة والازدراء منذ أمد بعيد. وكثيراً ما نتصور أن الناس يتحملون على عاتقهم مسؤولية تثقيف أنفسهم وفهم ما يحدث في العالم، ولكن بعد الصور الأخيرة التي انتشرت على الإنترنت للمتسابقات في مسابقة ملكة جمال الكون، ثبت خطأنا. فبقدر كبير من العداء والغضب والأذى، يشعر الفلسطينيون وأنصار فلسطين في مختلف أنحاء العالم بالإحباط الشديد إزاء صور المتسابقات في مسابقة ملكة جمال الكون التي تستولي بشكل أعمى وبلا تفكير على الشعب الفلسطيني وتساهم بشكل مباشر في التطهير العرقي للشعب الفلسطيني.
إن منظمة ملكة جمال الكون لديها مهمة "توفير الأدوات التي تساعد النساء على إظهار أفضل ما لديهن". يجب أن تتمتع كل امرأة بالثقة الكافية للوقوف في أي موقف والإعلان، "أنا آمنة وهذا ما يجعلني جميلة!" الشيء الوحيد الذي يفتقده بيان المهمة هذا هو أن الجمال هو ما يوجد من الداخل والجمال الخارجي ليس سوى إضافة إلى ذلك. من الغريب بالنسبة لي أن هؤلاء النساء يتعهدن بتشجيع حقوق الإنسان والسلام العالمي، لكنهن استولين على الثقافة والهوية الفلسطينية دون تفكير وبطريقة متهورة وغير محترمة للغاية. حتى أنهن ذهبن إلى حد وضع علامة "زيارة إسرائيل".
لقد شوهدت النساء وهن يرتدين التطريز الفلسطيني ويرقصن على الموسيقى الفلسطينية ويشاركن في صنع المأكولات الفلسطينية ويزعمن بجهل أن ذلك يمثل ثقافة إسرائيلية. هل لا يعرفن أن الثقافة الإسرائيلية ليست ثقافة بل هي استيلاء مسروق على الشعب الذي نفاه الإسرائيليون من أرضه في عام 1948، أم أن المتسابقات قررن أنهن لا يبالين بهذه الحقيقة؟ لقد كان لديهن مثال جميل حيث انسحبت المتسابقة من اليونان من موقفها الداعم لحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني، ألم يشجعهن ذلك على فهم أفضل للمكان الذي يتجهن إليه وما كن يفعلنه والذي كان مؤلمًا للغاية لشعبنا / المؤيدين لفلسطين. أجد صعوبة بالغة في تصديق أن المتسابقات غير متعلمات بشأن الموضوع وهو إعدام الشعب الفلسطيني من أرضه.
لقد أثار هذا الأمر غضب العديد من المؤيدين لفلسطين، حيث عبروا عن إحباطهم عبر الإنترنت، معبرين عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، إلى جانب شعورهم بالرعب الشديد من الصور التي تم نشرها للمتسابقات في مسابقة ملكة جمال الكون وهن يسيئن إلى الشعب الفلسطيني. وهذه رسالة إلى منظمة ملكة جمال الكون، أن تتوخى الحذر ولا تضع هؤلاء النساء في دائرة الضوء السلبية من أجل ما يبدو وكأنه حيلة علاقات عامة وازدراء صريح للنضال الفلسطيني.