ما الذي يجعل مدينة سبسطية الفلسطينية القديمة فريدة من نوعها؟ تضم هذه المدينة آثارًا أثرية من ست حضارات متتالية يعود تاريخها إلى عشرات الآلاف من السنين. وتشمل هذه الحضارات: السامرية، واليونانية، والرومانية، والبيزنطية، والصليبية، والعثمانية. وقد غزاها الإسكندر الأكبر وأغسطس قيصر، على سبيل المثال لا الحصر. وبالتالي، من خلال الخلافة المستمرة للحكم، تعرضت سبسطية للكثير من الدمار والكثير من النهضة. تظل سبسطية حاليًا واحدة من أقدم المدن القائمة التي سكنتها الحضارة الحديثة؛ كل ذلك مع الحفاظ على آثارها الأثرية سليمة.
تتمتع سبسطية بمناظر طبيعية خلابة حيث تقع على ارتفاع حوالي 550 مترًا (1800 قدم) فوق مستوى سطح البحر. تقع في موقع استثنائي حيث ترتفع التلال حتى 500 قدم في الشمال وتحيط بها جميع الجهات باستثناء الشرق. في الطرف الشرقي من القرية يوجد هضبة مسطحة يمتد منها تل أعلى، مما يسمح بإطلالة مذهلة على البحر الأبيض المتوسط. القرية والمنطقة المحيطة بها مغطاة بالزراعة الوفيرة التي تزدهر في جميع الأنحاء. على وجه التحديد في الجنوب حيث التربة في أفضل حالاتها، سيتعثر المرء على بساتين مليئة بأشجار الزيتون التي توجد مرتفعة على مصاطب فوق مصاطب.
منظر لمدينة سبسطية من بيت الضيافة
يبلغ عدد سكان سبسطية حوالي 4500 نسمة. وبفضل المساحات الكبيرة المزروعة بأشجار الزيتون، يظل المجتمع الزراعي قويًا في هذه المنطقة. داخل القرية الجميلة، لا يزال قصر الكايد من عصر الإمبراطورية العثمانية. تم تجديده مؤخرًا ليصبح بيت ضيافة يشبه الفندق يرحب بالسياحة لدعم القرية. وبالمثل، داخل هذا المبنى التاريخي، تنظم القرية العديد من الفعاليات والاجتماعات والأنشطة الثقافية. من بين هذه الأنشطة مجموعات الدراسة والطبخ والحرف اليدوية وصناعة الصابون والمشاريع المخصصة لدعم الصحة النابضة بالحياة داخل هذا المجتمع.
مسجد النبي يحيى في سبسطية
تلعب السياحة دورًا كبيرًا في دعم السكان المحليين والمنظمات داخل القرية. هناك العديد من المواقع التي يمكن للمرء زيارتها عند السفر إلى هذه المدينة القديمة. من بينها بقايا وهياكل أثرية تاريخية، بالإضافة إلى العديد من أضرحة الرجال المقدسين مثل يوحنا المعمدان الذي يطلق عليه المسلمون اسم النبي يحيى. تشمل الأنشطة المعاصرة التي يستمتع بها السياح مشاهدة هذه الآثار التاريخية، والمشي لمسافات طويلة وسط المناظر الطبيعية الخلابة، والاستمتاع بالمأكولات الفلسطينية الأصيلة. بالإضافة إلى ذلك، بدلاً من حجز غرفة في فندق أثناء الزيارة، يمكن للمرء تجربة ما يشبه الإقامة في قصر الكايد من الإمبراطورية العثمانية، حيث يتم تأجير الغرف كل ليلة. هذا لا يسمح للمرء بالاستمتاع بتجربة فريدة من نوعها للبقاء حقًا بين عشية وضحاها في قصر ملكي فحسب، بل إنه يساهم أيضًا في دعم كبير للسكان المحليين والمنظمات المجتمعية داخل سبسطية!